• Print

 

 

كلمة مدير المجمع 

 

إن مسلمي القارة الهندیة لمدينون للجهود الجبارة التي بذلها الإمام محمد قاسم النانوتوي وأصحابه من العلماء الربّانيين في سبيل الحفاظ علی الإسلام في هذه الديار، حيث أسسوا حرکة علمية بمدينة ديوبند تحت ظروف لم یشهدها المسلمون في الهند من قبل، وقاموا بتجدید العلوم الإسلامیة وإحیائها، فهذه الحرکة أصبحت منبعاً دینیاً وینبوعاً متفجّراً للعلوم الإسلامیة منذ تأسیسها إلی يومنا هذا متمثلة في الجامعة الإسلامیة دارالعلوم ديوبند.

أنشئت الجامعة في 15 محرم 1867م بعدما قضی الإنجليزنهائيا علی الحکم الإسلامي، ولفظت الدولة المغولیة أنفاسها الأخيرة، وفشلت ثورة 1857م في الهند، وبدأت کمدرسة صغیرة تختص بدراسة العلوم الدینیة والعربیة، وغرس التربیة الإسلامیة في نشء الإسلام، ثم تطورت إلی ماهي علیه الآن، وهي تعد الآن، من کبری الجامعات الإسلامیة في العالم، وتستحق أن تُسمّٰی بأزهر الهند، وخرجت هذه الجامعة أبناء أسّسوا آلافا من المدارس الدینیة والمعاهد الإسلامیة في أنجاء العالم بنفس هذه الوظیفة التي قام الإمام محمد قاسم النانوتوي وأصحابه بها وهي تجدید العلوم الإسلامیة وإحیائها.

ولتحقیق نفس الغرض أسس في الجامعة مجمع باسم ((مجمع حجة الإسلام)) عام2013م، والمجمع یشکل محاولة بارزة لإحیاء العلوم القاسمیة کي یکون مصدراً فکریاً وعلمیاً للأجیال القادمة استفادة واستنباطا، استنارة واستدرا کا، وإن هذا المجمع یعتني بالأعمال الفکریة والعلمیة لعلماء دیوبند بحثا وتحقیقا، تنقیحا وتهذیبا، تخریجا وتدوینا، ترجمة ونشرا في الأوساط العالمية والغربیة.

إن المجمع یمثل في الواقع حرکة علمیة قویة متطلعة إلی خلق مناخ تعلیمي حي، یوفر للباحثین والدارسین فرصة التقدم والبروز في مجالات البحث والتحقیق، وکإشارة إلی أهم رسالات المجمع یجدر أن أذکرما یلي:

  • اختیار منهجیة في البحث: فالعلوم الإسلامیة کغیرها من العلوم صالحة للتطویر والزیادة، ولکي تتجه علمیة التطویر اتجاهاً سلیماً، لابد من اختیار منهجیة في البحث، والشعور الصحیح بجوانب علمیةهي في حاجة أکثر إلی الاهتمام.
  • إیجاد البیئة البحثیة الراقیة: المجمع یسعی وراء إیجاد البیئة البحثیة الراقیة التي تساعد الباحثین في الانشغال بالأمور البحثیة، وتوفِّر لهم المناخ العلمي الملائم.
  • تدریب الباحثین: یولي المجمع اهتماماً خاصاً بهذا الجانب باعتباره الوسیلة الأقوی للتوسع في إجراء عملیات البحث.

وإني أشکر أصالة عني ونیابة عن جمیع زملائي فی المجمع الجامعة الإسلامیة دارالعلوم وقف دیوبند ورئیسها العام الورع الشیخ محمد سالم القاسمي حفظه الله، ورئیسها العالم الجلیل الشیخ محمد سفیان القاسمي علی أنهم وثقوا بنا، وفوضوا إلینا هذه المسؤولیة الضخمة، فلا یهمنا إلا أن نحقق آمال وأحلام رئیس الجامعة وعلمائها.

محمد شكيب القاسمي

مدير المجمع