Select Language
EN  |  UR  |  AR



    قائمة سریعة  

 

 

 

الشيخ خطيب الإسلام محمد سالم القاسمي بن الشيخ محمد طيب القاسمي رئيساً للجامعة

[1403]هـ - ولايزال

 

هو العالم القائد الحسيب النسيب سيد جماعة علماء ديوبند، وأمين علوم الإمام حجة الإسلام محمد قاسم النانوتوي، ولسان أهل السنة والجماعة في الديار الهندية، ورئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم وقف ديوبند، ونائب رئيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند، والمشرف على عدد من الجامعات الكبرى في شبه القارة الهندية.

نشأته:

ولد عام22جمادي الثانية 1344هـ الموافق8 يناير1926م في أسرة دينية علمية كريمة، ظلت محترَمة لدي المسلمين في الهند بسبب طول جهادها في خدمة الإسلام وحسن بلائها في الدفاع عن ذماره.

وبدأ الدراسة في عام 1351هـ فالتحق بالجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند في القسم الإبتدائي، وقرأ القرآن الكريم نظراً وحفظاً على الشيخ المقرئ شريف حسن الكنكوهي، وتضلع في اللغة الفارسية أمام السادة: الشيخ محمد عاقل والشيخ محمد ظهير والشيخ محمد حسن، وتخرج في الفقه على الشيخ أختر حسين، وفي المنطق والفلسفة على المقرئ أصغر والشيخ عبد السميع، وفي الحديث على الشيخ السيد حسين أحمد المدني والعلامة إبراهيم البلياوي، وشيخ الأدب إعزاز علي الأمروهوي والشيخ محمد فخرالدين، ومن إليهم ونال شهادة الفضيلة في العلوم الشرعية (أكبر شهادة علمية في المدارس الإسلامية الهندية آنذاك) عام 1368هـ/الموافق  1948م، من الجامعة الإسلاميةدارالعلوم ديوبند.

النشاطات التدريسية:

بدأ الشيخ حياته العلمية والعملية بالتدريس في الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند؛حيث قررته إدارة الجامعة مدرساً في قسم الفضيلة في العلوم الشرعية عام 1948م، وفوضت تدريس شتى المواد من العلوم الإسلامية كالتفسير وأصوله، والحديث وأصوله والفقه وأصوله والعقيدة والكلام.

ظل الشيخ حفظه الله مدرساً بارعاً جيد التحضير بارع الإلقاء، فقد اشتهر كثيراً تدريسه لكتاب"شرح العقائد"، وكان يفضل تدريس الكتب الغامضة المعقدة التي لا يجترئ على تدريسها عامة العلماء.

الشيخ القاسمي خطيباً بارزاً:

قد عُرف الشيخ القاسمي منذ باكورة عمره  كخطيب مصقع موهوب، طارت شهرته الخطابية في الآفاق، فقلما توجد مدينة في شبه القارة الهندية أو قرية هندية لها شأن إلا وسعدت بمحاضراته القيمة، فهو بلبل النوادي والحفلات ولسان الندوات والمؤتمرات، يجلس على كرسي الخطابة فيتحدث باستمرار وإشباع ثلاث ساعات فأكثر دون أن تخونه الذاكرة أو تنقصه المعلومات أو يخذله التعبير، كان أبوه حكيم الإسلام الشيخ المقرئ محمد طيب القاسمي مثالا للهدوء والسكينة في الخطبة؛ بينما يمتاز الشيخ محمد سالم القاسمي الخطيب بنبرته القوية ولفتته الإشارية البارعة، وحججه القوية وبراعته الاستدلالية النادرة، ومن هنا يلقب بـ"خطيب الإسلام".

                قوة العارضة، وتدفق المعلومات وحسن الألفاظ وجودة الطرح وإقناع المستمع وإفحام المخالف والاستنارة بنصوص الكتاب والسنة والاستعانة بضروب التعبير وأفانين الكلام بعض سمات بارزة، تتميز بها محاضرات الشيخ وخطبه، ومن هنا ترى أن الناس يُهْرعون إلى مؤتمر واحتفال تقرر فيه كلمة الشيخ، ويستمعون إليها بكل شوق ورغبة وبكل هدوء ورزينة كأن على رؤسهم الطير.

 جُلُّ خطبة الشيخ تدور حول المواضيع الإسلامية، يتناولها تناول الفيلسوف الإسلامي، يذكر مبادئها وأصولها ويشرح أغوارها وأسرارها ويرشد إلى نهج تطبيقها ويفند ما أثير حولها من ردود وشكوك. وقد صدرت مجموعة من خطبه القيمة في خمسة مجلدات، وإذا دُوِّنَتْ خطب الشيخ بأجمعها بلغت مجلدات ضخمة.

الشيخ القاسمي كاتباً قديراً:

إن الشيخ محمد سالم القاسمي كاتب رشيق ومنشئ بليغ يكتب بلغة سهلة يسيغها العقل المعاصر، يكتب في القضايا المعاصرة الشائكة والمواضيع الإسلامية العقدية الجافة، ويجعلها مواضيع عقلية سائغة برشاقة قلمه وقوة استدلاله وبراعة أسلوبه.

إن المجلات والصحف الأردية في شبه القارة الهندية تنشر مقالاته بعناية واهتمام، وقد صدر له عدد من الكتب بما فيها

1-     "مبادئ التربية الإسلامية" (اللغة العربية)

2-        "استعراض ترجمات القرآن الكريم"  (باللغةالأردية)

3-        "رسالة المصطفى"( اللغة الأردية)

4-     "رجال الكفاح والنضال" (اللغة الأردية)

5-     "مأثرة تاريخية عظيمة" ( اللغة الأردية)

6-         "مذكرة رحلة بورما" (اللغة الأردية)

وما إليها من الكتب، وهناك كثير من المقالات والكتابات لم يتم طبعها حتى الآن.

محاسنه وأوصافه:

                ظل الشيخ رجلاً كريماً حيياً وقوراً، متواضعاً، حسن الخلق، حلو الحديث، لطيف المعاشرة، صادق الوعد، لين الجانب، لا يؤذي أحداً ولا يشتم، ولا يهزأ ولا يسخر، ولا يلتفت إلى اللغو ولا يمس عاطفة الغير، يكرم الصديق والعدو، ويحترم الصغير والكبير؛ مما أورثه شعبيةً طيبةً كاسحةً على مستوى شبه القارة الهندية.

مواقف سياسية بارزة:

إن الشيخ القاسمي رغم كونه رجل علم ودعوة لم يغب عن خاطره الاعتناء بالحالة السياسية واتجاهاتها التي يواجهها المسلمون في الهند، فمن المعلوم لدى الجميع أن الهند دولة جمهورية تسمح لأصحاب كل الديانات بالالتزام بمبادئها الدينية ونشر ثقافتها وإقامة مدارسها الفكرية؛ ولكن اندسَّ في صفوف الأحزاب السياسية والدوائر الحكومية الحساسة عدد غير قليل من الهندوس المتطرفين الذين يدينون بالعنف والعنصرية وإثارة الفتن والقلاقل والنيل من عواطف المسلمين.

واندلعت جراء عملية استفزازية قام بها المتطرفون العنصريون من الهندوس اضطرابات طائفية كثيرة بين المسلمين والهندوس، ذهبت ضحيتها أرواح وأعراض المسلمين بشكل يدعو إلى البكاء.

وفي مثل هذه المناسبات تمثل الشيخ القاسمي لسان الأمة الإسلامية،يقف بجانب المسلمين المتضررين ويهدد الحكومة تهديداً صارخاً، ورَأَسَ كثيراً من الوفود الإسلامية إلى الحكومة لتنبيه الحكومة على مواقفها المخزية وتوجيهها إلى اتخاذ خطوة جريئة شجاعة، تحسم الأمر وتتغلب على المشكلة.

فقاد الشيخ القاسمي الاحتجاجات والتظاهرات ضد الحكومة مطالباً إياها بحقوق المسلمين، وأضرب  عن الطعام مع جماعة من العلماء البارزين  ضغطة للحكومة .

الابتكار العلمي:

 وقد يُصنَّف ضمن الابتكار العلمي إقدام الشيخ القاسمي على تأسيس جامعة دينية باسم "جامعة دينيات" بديوبند، تنظمتعليم الصغار وكبار السن والمتقاعدين.

فقد أسس الشيخ القاسمي هذه الجامعة في عام 1966م، عند ما لمس الفراغ العلمي الهائل لتعليم المسلمين الكبار السن والسيدات المسلمات، فإن الصغار بإمكانهم الحصول على العلم الديني عن طريق الالتحاق بالمدارس والجامعات، أما كبار السن والسيدات فكان لا يوجد منهاج تعليمي لتعليمهم وتثقيفهم، ومن هذا المنطلق تقدم الشيخ القاسمي-وهو في زهرة شبابه-ليسد هذا الفراغ العلمي.

إن هذه الجامعة تنظم التعليم بصورة انتظامية وصورة انتسابية، وقامت بدور لا يُنسى في نشر العلم والثقافة الإسلامية.

حياة ذات حركة وانطلاق:

إن الشيخ القاسمي قد طالت به السن وتقدم به العمر؛ ولكن حياته لا تعرف الجهود والركود، تجده في يوم واحد يرأس حفلة، ويشارك في الندوة ويجتمع مع كبار العلماء، ويدرس الطلبة، وينظر في أمور الجامعة والمنظمات التي يرأسها، تجده في الهند صباحاً، وفي دولة أخرى مساء، لا تجده نائماً أو مستريحاً إلا قليلاً، همه دائماً النفع والإفادة والإتقان والإجادة، وفيه دلالة كبيرة على أن الشيخ القاسمي يعيش للأمة وفي الأمة، ليله دعاء وبكاء، ونهاره دعوة وسهاد.

حياة مليئة بالأشغال والأعباء؛ ولكن الداعي للعجب أنه يحسن كل عمل، ويدير كل شيئ بجودة وإتقان.

شهادات شكر وتقدير:

مُنح الشيخ عدة مرات شهادات شكر وتقدير من قبل المنظمات والجامعات الإسلامية اعترافاً بفضله وتقديراً لجهوده، و من أهمها:

  • في عام1996م أكرمته جمهورية مصر العربية الإسلامية بوسام "نوط الامتياز"، وذلك أمام طائفة من العلماء المتميزين والقادة الإسلاميين.
  • في عام 2014م منحته أكاديمية الشاه ولي الله الدهلوي "جائزة الشاه ولي الله الدهلوي"، وذلك بحضور جمع كبير من العلماء  البارزين والقادة السياسيين.
  • وفي نفس العام أكرم الشيخ بجائزة الإمام محمد قاسم النانوتوي في المؤتمر العالمي الإسلامي لخدمة الإنسانية، بجنوب إفريقيا وشارك فيه ممثلو 83 دولة بجانب عدد كبير من العلماء البارزين والكتاب النابهين.
  • وفي عام 2015هـ أكرم الشيخ بـ"وسام تقدير وعرفان لخدماته العظيمة في الحياة"(Life Time Achievement Award) بيد محمد حامد الأنصاري نائب رئيس الجمهورية الهندية، وذلك في المهرجان الذهبي لمجلس التشاور الإسلامي، الذي يرأسه الشيخ وبحضور جمع حاشد من العلماء الكبار.
  • الرئيس العام للجامعة الإسلامية دارالعلوم وقف ديوبند
  • نائب رئيس هيئة الأحول الشخصية الإسلامية لعموم الهند
  • رئيس مجلس التشاور الإسلامي لعموم الهند
  • رئيس المجلس الإستشاري للجامعة الإسلامية مظاهر العلوم وقف، سهارنفور، أترابرديش
  • مشرف  على مجمع الفقه الإسلاميالهند.
  • أستاذ الحديث النبوي بالجامعة الإسلامية دارالعلوم وقف ديوبند
  • عضو المجلس التنفيذي للجامعة الإسلامية دارالعلوم ندوة العلماء، لكناؤ، أترابرديش.
  • ·المشرف العام على المجلة العلمية العربية المحكمة"وحدة الأمة" الصادرة عن مجمع حجة الإسلام، دارالعلوم وقف ديوبند.
  • ·المشرف العام على المجلة العلمية الأردية"نداء دارالعلوم"الناطقة بلسان الجامعة الإسلامية دارالعلوم وقف ديوبند.

وقد لقيت الجامعة في عهد الشيخ المبارك إنجازات هامة، منها:

  • شراء الأراضي الواسعة في غرب مدينة ديوبند.
  • بناء مبنى دار الحديث الرائع في وسط الجامعة.
  • تأسيس جامع "أطيب المساجد" في ثلاثة أدوار.
  • بناء مكتبة جامعية تسمى بـــــالمكتبة القاسمية نسبةً إلى الإمام المؤسس محمد قاسم النانوتوي رحمه الله.
  • بناء مبنى سكن طلابي موسع في الجامعة
  • إنشاء مجمع حجة الإسلام للبحث والتحقيق.
  • بناء مبنى مطبخ للجامعة.
  • تأسيس مبنى مجمع حجة الإسلام.
  • تنظيم المؤتمر العالمي عن حياة الشيخ حكيم الإسلام المقرئ محمد طيب القاسمي رحمه الله وخدماته وإنجازاته عام 2006م
  • تنظيم الندوة الفقهية حول موضوع "الاقتصاد الإسلامي: أهميته ونصيبه في المقررات الدراسية في المعاهد الإسلامية"، بتعاونٍ مع مجمع الفقه الإسلامي، الهند عام 2010م

المناصب :

يشغل الشيخ-عن جدارة واستحقاق- عدة مناصب، من أبرزها:

ومحصول الكلام أن الشيخ محمد سالم القاسمي أحد العلماء الربانيين، والقادة البارزين في شبه القارة الهندية، وله مشاركة فعالة في حقل التعليم والتربية والدعوة والإصلاح، وله حضور مشهود في الندوات والمؤتمرات والحفلات والملتقيات.كما أن له كتباً رشيقةً تعالج المشاكل المعقدة التي يواجهها المسلم المعاصر، نسأل اللهتعالى أن يبارك في علمه وعمره، وينفع به الأمة الإسلامية في كل مكان.    


إنجازات هامة للجامعة في عهد رئاسة الشيخ محمد سالم القاسمي حفظه الله ورعاه

قد سبق أن الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند قد تم تقسيمها بعد اختلاف إداري في أواخر عهد الشيخ المقرئ حكيم الإسلام محمد طيب القاسمي إلى الجامعتين، فكان الشيخ محمد سالم القاسمي على رأس العلماء الذين شاركوا في تأسيس الجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند،ويُعَدُّ تأسيس الجامعة الإسلاميةدارالعلوم وقف ديوبند من أبرز إنجازاته ومآثره العظيمة الخالدة، فإثْرَ الاختلاف الإداري الهائل في الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند الذي أدَّى إلى تقسيم الجامعة إلى جامعتين، ترأَّس الشيخ الجامعة الإسلامية دارالعلوم  وقف ديوبند، وذلك في ظروف قاسية محفوفة بالأخطار والمشاكل، لا مأوى يأوى إليه، ولا ملجأ يلجأ إليه إلا الله رب العالمين الذي يقدر الأعمال والمجهودات بالنيات والدوافع لا بالأشكال والمظاهر، ثم عزيمته الصادقة التي تغلبت على جميع المشاكل، وعبَّدت كل طريق شائك.

 فياحبذا تلك الروح المخلصة والهمة الصادقة التي نهضت في أحرج وقت وأعسره لتحافظ على الإتجاهات الفكرية المعتدلة التي تبناها علماء الدار منذ تأسيسها، والتي يُخشى أن تذوب وتتميع أمام طوفان الحوادث والشائعات التي جعلت المخلصين للدار يتقلبون على أحر من الجمر.

قد شكر الله سبحانه سعي هذا العالم الورع حيث أضفى على هذه الجامعة الطيبة مسحة غير عادية من القبول والشعبية والمرجعية، فهي تعادل في عظم خدماتها وثراء عطائها وكثرة خيرها شقيقتها الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند.

إن الجامعة الإسلامية دارالعلوم وقف ديوبند تعتبر اليوم الجامعة الأم الرائدة التي لها كلمة مسموعة وموقف مقبول في الأوساط الحكومية والشعبية.

ومازال الشيخ رئيسًا عامًا للجامعة، يُشرف على نشاطاتها وإنجازاتها، بارك الله تعالى في حياته.