الجامعة الإسلامية دارالعلوم وقف ديوبند
إن الاحتلال الإنجليزي للهندعام 1857م كان مؤامرة عظيمة على الإسلام والمسلمين في الهند؛ حيث ضرب الاحتلال الدولة الإسلامية في الصميم، وهز أركانه هزة قوية، عرَّضت المسلمين في الهند لخطر عظيم في جميع الجوانب.
وكان الإمام محمد قاسم النانوتوي رحمه الله من العلماء الأبطال الأوائل الذين أدركوا هذا الخطر وأسهموا في التصدي لحملات الاستعمار بشكل فعال، ومن أبرز إنجازات الإمام التي ضمنت للإسلام والمسلمين البقاء في الهند ومهَّدت سبيلا لجميع الأعمال الإسلامية في هذه الديار هو تأسيسه مع رفاقه للجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند في 15/ محرم/ 1283ه الموافق 30 /أبريل/1867م.
وقد أذن الله تعالى أن تكون الجامعة في هذه الديار قلعة منيعة يتحصَّن بها المسلمون كلهم، ويأمنون بها على عقائدهم وأفكارهم وكيانهم، وما زالت الجامعة تمدهم بما يحتاجون إليه من رجال القر آن وفرسان الميدان.
وفي عام 1980م تعرضت الجامعة لاختلاف إداري، أسفر عن تقسيم الجامعة إلى جامعتين، إحداهما وأعرقهما هذه الجامعة التي تميزت باسم "الجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند" ، وقادها العلامة الشيخ محمد طيب القاسمي رئيس الجامعة سابقا، المعروف في الديار الهندية بــــ"حكيم الإسلام" الذي رأس الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند لمدة ستين سنة، وقام بدور كبير في تطوير سمعتها ونشر خدماتها في العالم كله، فقد وفق حكيم الإسلام بعد الانقسام أيضا للحفاظ على هذا المعقل الديني العظيم، وتقديم عجلاته إلى الأمام.
والجامعة ماضية في صنع الرجال وتخريج الأبطال، وإعداد الأجيال من النابهين في العلوم الإسلامية وقيادة الأمة وإصلاح المجتمع الإسلامي والدعوة إلى الله بحكمة وبصيرة والقدرة على العمل المبدع في شتى المجالات.